أنواع الأخرين :
ينقسم الأخرون وهم الكافرون فى الإسلام إلى نوعين :
1-أهل العهد وهم الذين بينهم وبين المسلمين معاهدة أى ميثاق سلام وقد ورد ذكرهم فى قوله تعالى فى سورة التوبة :
"براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين "وقوله بسورة الأنفال :
"وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق "وقوله بسورة النساء:
"إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ".
وهؤلاء لا يقاتلون المسلمين ولا يخرجونهم من بلادهم ولا يظاهروا عليهم غيرهم من الكفار وواجب المسلمين نحوهم هو البر بهم وهو القسط معهم أى الإحسان إليهم وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة :
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم
وينقسم أهل العهد إلى قسمين :
1-يعيش فى بلاد المسلمين ويسمون غالبا أهل الذمة .
2-يعيشون فى بلادهم.
الثانى :أهل الحرب وهم العدو الظاهر أى المعلن للحرب على المسلمين فهو يقاتلهم أو يطردهم من ديارهم أو يساعد غيره من الكفار على طرد المسلمين من ديارهم
وفيهم قال تعالى بسورة الممتحنة :
"إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم "وقال فى نفس السورة :
"لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء ".
وواجب المسلمين نحوهم هو قتالهم لقوله تعالى فى سورة البقرة :
"وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ".
ونأتى إلى الحديث عن نقطة هامة بالنسبة إلى تقسيم الديار فقد قسمها الفقهاء إلى دار الإسلام ودار العهد ودار الحرب وأضاف بعضهم دار البغى وقد اعتبر البعض هذا التقسيم تقسيما غير شرعى فقال :
"وهذا التقسيم هو بحكم الواقع لا بحكم الشرع " واعتبروا سببه هو تطور العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم فقالوا :
"وهذا التقسيم مما أوجبه تطور العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم "فهو تقسيم اجتهادى من الفقهاء ليس عليه نصوص وإنما هو مستمد فى رأيهم من الواقع وروح الشريعة ،كما قالوا:
"فالقواعد التى وضعها فقهاء الشريعة الإسلامية لتنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم وتقسيم العالم إلى دار حرب ودار سلم ودار مهادنة أو موادعة كانت اجتهادا يوائم بين ما هو قائم فعلا وبين روح الشريعة "
والحق هو أن هذا التقسيم عليه نصوص فى الوحى سنذكرها هنا وهى :
فى دار الإسلام وقد سماها الله الدار فى قوله بسورة الحشر :
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم " فهنا حديث عن دار المسلمين وهى المأوى فى قوله تعالى بسورة الأنفال:
"واذكروا إذ أنتم مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره".
فى دار الحرب التى يستولى عليها المسلمين من الغير مثل أهل الكتاب قال تعالى فى سورة الحشر:
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر "لاحظ كلمة ديارهم التى فيها الضمير عائد لأهل الكتاب مما يعنى أن الدار هى دارهم وفيها قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم "فالضمير فى كلمات أرضهم وديارهم وصياصيهم عائد لأهل الكتاب مما يعنى أنها أرض حرب
وفى دار العهد أى الميثاق قال تعالى فى سورة النساء:
"ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق "فوجود حلقة وصل بين المسلمين والمواثقين وهم المعاهدين من المنافقين تعنى أن للمعاهدين دارا يقوم الموصلين بالذهاب إليها ،وقد كانت مكة دار عهد تم العهد فيها عند المسجد الحرام وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ".
والملاحظ هو أن الديار تتقلب أوضاعها فقد تكون دار حرب كما كانت مكة فى البداية ثم أصبحت دار عهد كما فى سورة التوبة ثم أصبحت فى النهاية دار إسلام مصداق لقوله تعالى بسورة الفتح:
"إنا فتحنا لك فتحا مبينا".
وتعريف الديار الثلاث هو :
-دار الإسلام هى الدار التى تحكم بما أنزل الله فى الوحى لقوله تعالى بسورة المائدة :
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
-دار العهد هى الدار التى بين أهلها وبين المسلمين ميثاق ينص على سلامة أهل الدولتين فى الأخرى وعلى عدم الحرب بينها .
-دار الحرب هى الدار التى قاتل أهلها المسلمين أو طردوا أى أخرجوا المسلمين من بيوتهم أو ظاهروا على إخراج المسلمين من ديارهم