أحكام النصرانية :
هى مجموعة الأحكام سواء إلهية أو اخترعها النصارى من أنفسهم وهى :
1-أن الجنة هى ثواب النصارى فى الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ".
الرد :طلب الله من رسوله (ص)أن يقول لهم هاتوا الدليل على صدق قولكم وفى هذا قال بنفس الآية "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "وبين لهم أن الجنة ثواب من يسلم نفسه لطاعة وحى الله فذلك هو المستحق لأجر الله ومن ثم لا خوف عليه ولا هو يحزن فى الأخرة وفى هذا قال تعالى فى الآية التالية "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
2-أن اليهود ليسوا على شىء أى ليسوا على الدين الحق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقالت النصارى ليست اليهود على شىء ".
الرد :بين الله لكل فريق ممن زعم أن الأخرين على باطل من الفرق أنه سيحكم بينهم يوم القيامة فى هذا الخلاف وساعتها سيظهر من على الحق ومن على الباطل فسيظهر الكاذب عند ذلك وفى هذا قال بنفس الآية "فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
3-أن النصارى هم أبناء وأحباء الله وفى هذا قال بسورة المائدة "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ".
الرد:طلب الله من نبيه (ص) أن يسألهم لماذا يعاقبكم الله على سيئاتكم إذا ؟وأن يعرفهم أنهم بشر من ضمن البشر الذى خلقهم حيث يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وفى هذا قال تعالى بنفس الآية "قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء "
4-أن إبراهيم (ص) كان نصرانيا ويستشف هذا من قوله بسورة آل عمران "وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا "
الرد :بين الله للناس أن إبراهيم ليس يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا وإنما مسلم حنيف وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما وما كان من المشركين "وبين لهم أنه لا يمكن أن يكون نصرانيا لأن الإنجيل نزل من بعد موته بفترة وفى هذا قال بنفس السورة "لما تحاجون فى إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ".
5- أن الله هو نفسه المسيح (ص)عيسى ابن مريم وفى هذا قال بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ".
الرد :طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس من يقدر على إيقاف أمر الله إذا أراد أن يفنى المسيح (ص)وأمه ومن فى الأرض كلهم من البشر والغرض من السؤال هو إثبات أن الله غير المسيح (ص)لأن الله لم يفنى نفسه ولأن الله ليس له أم وإثبات قدرة الله على عقاب المفترين ،وطلب منه أن يبين لهم أن الله يملك السموات والأرض وما بينهما وأنه يخلق ما يريد بأى كيفية وأنه قادر على كل شىء وفى هذا قال فى نفس الآية "قل فمن يملك شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شىء قدير "وبين أن المسيح (ص)قال للناس اعبدوا الله خالقى وخالقكم لأنه من يشرك بالله فقد حرمه الله من دخول الجنة وسيدخله النار وليس له نصير وفى هذا قال بنفس السورة "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
6-أن الله ثالث ثلاثة والمراد أنه أحد الآلهة الثلاثة الله والمسيح(ص)والروح القدس أو مريم (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ".
الرد:بين الله أنه لا يوجد سوى إله واحد هو الله وأن من يقول هذا القول كافر إن لم ينتهى عنه ونصيبه هو العذاب وفى هذا قال بنفس الآية "وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم "والواجب على القائلين هو التوبة أى الاستغفار وفى هذا قال بالآية التالية "أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم "وبين أن المسيح (ص)هو رسول وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام وهذا يعنى كونهما مخلوقات لأن المخلوقات هى المحتاجة للأكل وفى هذا قال بعد الآية السابقة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام "وطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل القوم هل يعبدون من سوى الله الذى لا يقدر على إضرارهم أو إفادتهم والغرض من السؤال هو إثبات أن المسيح(ص)عاجز والإله لا يعجز بينما الله قادر على كل شىء وفى هذا قال تعالى فى الآية التالية "قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ".
7- أن المسيح (ص)طلب من النصارى اتخاذه وأمه إلهين من دون الله وهذا يستشف من قوله بسورة المائدة "وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله " .
الرد: أن عيسى (ص)رد فقال أنه ليس له أن يقول شىء ليس له بحق وأنه لو كان قال هذه الفرية فقد علم الله بها حيث يعلم كل شىء وفى هذا قال بنفس الآية "قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب "وقال المسيح (ص) للناس "اعبدوا الله ربى وربكم "فى هذا قال تعالى بنفس السورة "ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم ".
8- أن المسيح(ص)هو ابن الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وقالت النصارى المسيح ابن الله ".
الرد :بين الله أن هذا القول مسايرة لقول المشركين الذين قالوه قبل النصارى أن لله ولدا وقد قاتلهم أى لعنهم الله بهذا وفى هذا قال بسورة التوبة "ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله ".
9- أن المسيح (ص)هو رب من الأرباب المتعددة ويضاف إليه الأحبار والرهبان النصارى وفى هذا قال بسورة التوبة "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم " .
الرد:بين الله أن الناس أمروا بعبادة الله وحده وفى هذا قال بسورة التوبة بنفس الآية "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ".
10- الرهبانية وهى مجموعة أحكام ابتدعها النصارى للتدليل على رهبتهم وهى خوفهم من عذاب الله والسبب فى اختراعهم لها هو الحصول على رضوان الله وقد كتبها أى فرضها الله عليهم بسبب طلبهم لفرضها وفى هذا قال بسورة الحديد"وقفينا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا إبتغاء رضوان الله" وبعد أن كتبها الله عليهم لم يعملوا بها العمل الحق وفى هذا قال بنفس الآية "فما رعوها حق رعايتها ".
11- أن الله سيرسل بعد المسيح(ص)رسول اسمه أحمد وهذا الحكم موجود فى كتب النصارى المحرفة ولكن صيغته لا تدل على محمد(ص)وإنما على شىء أخر وهذا من ضمن تحريفهم ولهذا لا يعتبر هذا الحكم من النصرانية ولكننا نذكره فقط حتى لا يتوهم أحد أننا نسيناه وفى هذا قال بسورة الصف "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد"